لقد بحث العلماء طويلاً عن أسرار الموت والخلود، ولكن لم يصلوا لنتيجة علمية حتى الآن، فجميع الذين ماتوا لم يرجعوا ليخبروا أصحابهم بما مروا به من أحداث، ولكن القرآن الكريم يحدثنا بدقة بالغة عن لحظة الموت وماذا يحدث من تغيرات في الجسد، ولكن قبل ذلك دعونا نتساءل: ماذا كشف العلماء حديثاً عن أسرار لحظة الموت؟
أعراض اقتراب لحظة الموت
هناك مجموعة من التغيرات الفيزيائية التي تحدث للإنسان قبيل الموت، وهي برودة أطراف الجسم، الإحساس بالنعس وفقدان الوعي، ولا يكاد يميز بين الأشياء، وبسبب قلة الأكسجين والدم الواصل إلى الدماغ فإن الإنسان يصبح مشوشاً ويمر بحالة من الهذيان، يصبح ابتلاع اللعاب أكثر صعوبة، يتباطأ التنفس... هبوط الضغط يؤدي إلى فقدان الوعي.. يشعر المرء بالتعب والإعياء.
أعراض السُّكر
إن المسكرات بشكل عام مثل الخمور تحدث تغييراً في كيمياء الدماغ، ولذلك فإن الإنسان يصبح مشوشاً وعاجزاً عن اتخاذ القرار، ويصبح لديه حالة من الجفاف بسبب فقدان كمية كبيرة من السوائل، يؤثر الكحول على المخيخ (الذي يسيطر على توازن الجسم) فيفقد الإنسان التحكم بحركات العين... الاستهلاك العالي للمسكرات تسبب العطش والنعاس وفقدان الوعي والصداع وتشويش الذاكرة بل وفقدانها مؤقتاً.
دقة التشبيه القرآني
إن المقارنة بين حالة الذي يشرف على الموت وبين حالة إنسان سكران دقيقة جداً، حيث يعاني كلاهما من مشاكل في الذاكرة وعدم وضوح الرؤيا وعدم توازن في دقات القلب وحالة الجسم بشكل عام، فهل في كتاب الله ما يعبر عن هذه الحقيقة؟
لقد استخدم القرآن تعبيراً جديداً هو: "سكرة الموت" في قوله تعالى: (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ) [ق: 19]، والنبي صلى الله عليه وسلم عانى من هذه السكرات قبيل موته، فقال وهو على فراش الموت: (إن للموت لسكرات)، فسكرات الموت هي حقيقة علمية مؤكدة اكتشفها العلماء اليوم، فمن الذي أخبر النبي الكريم بهذه الحقيقة العلمية؟