كان الاعتقاد السائد حتى عهد قريب لدى الأطباء أن الختان إجراء طبي غير ضروري يحمل في طياته خطر الألم والإصابة بمضاعفات جانبية، وأن القلفة جزء لا يتجزأ من الجسم الطبيعي غايتها حماية القضيب. ولذلك فلا فائدة تجرى من ذلك.
ولكن الإسلام ومن قبل أكثر من 1400 سنة شرع هذه السنة النبوية التي اعتبرها النبي صلى الله عليه وسلم من الفطرة السليمة للبشر. وحيث أن النبي الكريم لم يكن لديه أجهزة طبية ومعامل لإثبات هذه الفطرة السليمة، إلا أنه جاء بهذا العلم من الله تعالى.
والسؤال: هل أثبت العلم الحديث يقيناً صدق كلام النبي الأعظم قبل أربعة عشر قرناً أن صدق كلام الأطباء واعتقاداتهم قبل مئة سنة فقط؟
تعكف حالياً الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال لتقدم أبحاث تثبت الفوائد الطبية لختان الذكور. فقد كشفت دراسة حديثة أعدتها جامعة أمريكية أن انخفاض معدلات ختان الذكور بالولايات المتحدة يرفع احتمالات الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب والأمراض المنقولة عبر الجنس، ما يسبب خسائر تتجاوز تكلفتها السنوية 4 مليارات دولار.
ويقول الدكتور آرون توبيان، بروفيسور علم الأمراض بجامعة "جونز هوبكينز"، والذي قاد الدراسة إن "الفوائد الطبية لختان الذكورة واضحة، فرغم الأدلة الطبية الإيجابية، إلا أن معدل ختان الذكور بالولايات المتحدة في انخفاض."
وقد تراجعت معدلات ختان الذكور من 79 في المائة فترة سبعينيات القرن الماضي إلى 55 في المائة عام 2010، وهو ما عزاه البعض لإسقاط شركات التأمين تكلفة العملية، التي تتراوح بين 250 إلى 300 دولار، من تغطيتها الطبية.
ويؤكد الدكتور آرون توبيان إنه إذا تقلصت نسبة الختان بواقع عشرة في المائة، فإن الفاتورة الطبية المباشرة المترتبة عن هذا التراجع قد تتجاوز 4 مليارات دولار. فالتخلي عن الختان يزيد من مخاطر الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب HIV والأمراض المنقولة عبر الممارسات الجنسية التي قد يؤدي بعضها للسرطان.
وبحسب الدراسة، التي نشرت في دورية "أرشيف طب الأطفال والبالغين"، فإن ثلاث تجارب علمية أثبتت أن ختان الذكور يقلل من خطر الإصابة بالهربس، وفيروس نقص المناعة المكتسب، وفيروس الورم الحليمي البشري HPV، المسبب لسرطان عنق الرحم والقضيب.
والسؤال الآن:
كيف علم النبي الكريم الفوائد الطبية للختان حتى يأمرنا به ويجعله من أسس الفطرة السليمة للناس والتي لا تستقيم حياتهم إلا بتطبيقها؟ بل إن النبي عليه الصلاة والسلام لم يكتفِ بالأمر بالختان بل نهى المؤمنين عن الزنا واعتبره من الفواحش التي توعد الله فاعلها بالأمراض والطاعون، وإن مرض الإيدز الذي نراه اليوم هو دليل مادي على صدق كلام النبي الكريم!!
إن النبي لم يكتف بذلك بل أمرنا بالزواج وحضنا عليه واعتبره من الفطرة السليمة للإنسان حيث لا تستقيم الحياة إلا به، وقد أثبتت دراسات غربية حديثة الفوائد الطبية العديدة للزواج، وسؤالنا من جديد:
ألا تمثل هذه التشريعات النبوية الكريمة دليلاً على صدق هذا النبي الخاتم وأنه رسول من عند الله؟