انتشرت حمامات السباحة العامة في مختلف المناطق، وبدأت معها أمراض تظهر لأسباب كثيرة، فقد تصاعدت مؤخراً الأمراض الناجمة عن استخدام المتنزهات المائية، كأحواض السباحة، والبحيرات، والألعاب المائية، وأدى لـ 78 حالة مرضية، أصابت 4412 شخصاً، خلال الفترة بين عامي 2005 و2006 ، وتسببت تلك الحالات في إدخال 116 شخصاً للمستشفى وخمسة وفيات.
ولذلك فقد نشر موقع سي إن إن خبراً علمياً يؤكد أن حمامات السباحة قد تكون مكمناً للأمراض، ويقول البحث إن حمامات السباحة العامة هي أكثر خطورة مما قد يعتقد، حسب دراسة جديدة وجدت أن اختلاط العرق والبول، بالإضافة إلى مواد عضوية أخرى، بالمطهرات المستخدمة في مياه تلك الحمامات، قد يكون خطراً على الصحة. وقد نشرت نتائج هذا البحث في دورية العلوم البيئية والتكنولوجيا.
وقد اعترف 20 % من الذين شملتهم الدراسة أنهم تبولوا في مياه المسبح أثناء ممارستهم للسباحة! وقد يؤدي التعرض الطويل المدى لهذه العناصر الملوثة إلى تحور الجينات مما يؤدي لعيوب خلقية وتسريع عملية الشيخوخة، والتسبب بأمراض الجهاز التنفسي، وقد تؤدي حتى للإصابة بالسرطان، وفقاً للبحث الذي لم يدرس الآثار الفعلية على البشر بعد.
وقد أهاب الخبراء في الولايات المتحدة بمستخدمي تلك المرافق عدم التبول أثناء السباحة، بعد كشف مسح حديث، أن أمريكي من كل خمسة لا يتردد في التخفيف عن نفسه خلال ممارسة الرياضة تلك.
أقرَّ 17 في المائة من المستطلعين في مسح، شمل ألف أمريكي بالغ، أجري في مايو/أيار 2009، أنهم لا يترددون في التخفيف عن أنفسهم داخل أحواض السباحة. وذهب الأمريكيون بتلك العادة "المقززة" إلى أضخم وأفخم أحواض السباحة، حيث أقر السباح مايكل فيلبس، الذي دخل التاريخ بإحرازه ثمانية ميداليات ذهبية في أولمبياد الصين العام الفائت، بتبوله أثناء السباحة.
وعادة ما يعزا إحمرار العينين وانتفاخهما والسعال، بعد استخدام أحواض السباحة، إلى المواد الكيمائية المستخدمة لتعقيم المياه، إلا أن المختصين نسبوا تلك العوارض إلى أسباب أكثر عضوية. وقالت "مراكز الوقاية والسيطرة على الأمراض" إن مادة "كلورماينس - Chloramines" الناتجة عن امتزاج سوائل الجسم، كالعرق والتبول، بمادة بالكلورين، تقف وراء تلك الرائحة النفاذة القوية التي تتميز بها أحواض السباحة، وأنها المسببة للتهيج الجهاز التنفسي والعينين.
تقول الأستاذة ليندا غولودنر، نائب رئيسة "مجلس الصحة ونوعية المياه": "مهما كانت فعلتك سرية.. فأنت تلوث المياه." وقد كشف بحث أجرته مجموعة "غولودنر" أن 11 في المائة من الأمريكيين يسبحون وهم يعانون من سيلان الأنف، و7 في المائة وهم يعانون من طفح جلدي أو جروج، و1 في المائة وهم مصابون بالإسهال.
يقول الخبراء إن أكثر الأمراض شيوعاً جراء استخدام أحواض السباحة، تلك التي تنتقل وتتفشى عبر الإسهال. ومن أكثر الطيفيليات شيوعاً المسمى "كربتوسبوريديوم" Cryptosporidium، التي تسبب الإسهال، ويمكن إيجاد الطيفيلي في براز الشخص المتأثر به. وعلى مدى العقدين الماضي، أصبح "كريبتو" أحد أكثر طفيليات المياه شيوعاً، وهو مقاوم لمادة الكلورين. ويوجد في الماء الراكد وقد تأثر به أكثر من 400000 إنسان حول العالم منذ عام 1976. ويبين الشكل دورة حياة هذا الطفيلي وكيف ينتقل للإنسان عبر أحواض السباحة.
وتقول الباحثة ميشل هلافسا، أخصائية علم الأوبئة بقسم الأمراض الطفيلية في "مراكز الوقاية والسيطرة على الأمراض CDC إن التبول في أحواض السباحة، قد يؤدي لضيق التنفس واحمرار وانتفاخ العين بالإضافة إلى حرقة في الحلق. وأضافت: "أطلق رسالة مهمة مفادها... "لا تتبولوا في المياه".
كيف حذر النبي الأعظم من هذه الظاهرة؟
إن النبي صلى الله عليه وسلم قد حذرنا من التبول في الماء الراكد، أي الماء غير المتجدد مثل ماء المسابح، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يبولن أحدكم في الماء الراكد) [رواه البخاري ومسلم]... ونقول سبحان الله!
حتى هذه الظاهرة الدقيقة والتي لم يبدأ الحديث عن مخاطرها إلا الآن قد حذر النبي منها ونهى عن التبول في الماء الراكد، ولذلك ليس غريباً أن نجد المجتمع الأمريكي لا يبالي في التبول في مياه المسابح، لأنه ليس لديه مثل هذه التعاليم النبوية الرائعة! ولكن النبي الكريم يريد لأمته الخير وأن يبعدهم عن المرض والضرر.
وهكذا فإن الباحثين اليوم بدأوا يحذرون من الأمراض الخطيرة التي تسببها بعض المسابح بسبب التبول في مياهها، ونقول لكل من لا تعجبه تعاليم هذا النبي الكريم، أليس علماء الغرب اليوم ينادون بما نادى به النبي الأعظم قبل أربعة عشر قرناً؟