إن أول كلمة أنزلها الله على نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم هي (اقرأ)! وإذا تأملنا القرآن نجد أن العلم ومشتقاته قد ذُكر في أكثر من خمس مئة آية. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على اهتمام الإسلام بالعلم.
وقد يكون في ذلك رد على أولئك الملحدين والمشككين الذين يدعون أن الإسلام هو السبب في تخلف الأمة الإسلامية اليوم. هذه التعاليم الإسلامية هي التي أنتجت العبقريات الإسلامية مثل الخوارزمي الذي يعده الغرب أكبر علماء الرياضيات في التاريخ!!
يعترف الكثير من علماء الغرب اليوم بفضل العرب في مجال الحاسبات الرقمية، حتى إنهم يسمون الخوارزمي بأبي الحاسب الإلكتروني. ومن هؤلاء الباحثين الدكتور Adrian Baddeley من جامعة أستراليا الغربية والذي يعترف بالفضل الكبير للمسلمين على حضارة الغرب، ويؤكد بأنه لولا العلوم التي قدمها العرب والمسلمون ما أمكن للعصر الحديث أن يكون على ما هو عليه اليوم.
يقول الباحث أدريان باديلي في بحث له بعنوان: الرياضيات والإسلام:
تدين الرياضيات الحديثة في معظمها للإسلام! فكلمة ألغوريثم Algorithms وهي تعني "الخوارزميات" وضعها عالم رياضيات عظيم هو الخوارزمي. لقد فرض النبي محمد صلى الله عليه وسلم على المسلمين أن يلتمسوا العلم، وقد كان لهذه التعاليم الأثر الأكبر في دفع المسلمين إلى ترجمة أعمال الإغريق في مجال الرياضيات، والتي كانت ستضيع لولا أن المسلمين حفظوها لنا. إن الأرقام الحديثة التي نعتمد عليها أيضاً للعرب فضل كبير فيها وبخاصة العدد صفر. حتى إن هذا العدد يدعى أحياناً بالانكليزية بـ cipher سايفر وهذه الكلمة اشتقت من الكلمة العربية "صفر".
ونلاحظ أن هذا الباحث درس تاريخ العلوم جيداً وخرج بنتيجة منصفة ألا وهي أن الإسلام هو دين العلم، فأول كلمة نزلت على النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام هي (اقرأ) والتي كان لها الأثر الأكبر في تطور الحضارة الإسلامية القائمة على العدل، بعكس بقية الحضارات التي قامت على الظلم واستعباد الشعوب واستغلال خيراتها.
المتعلمون أطول الناس أعماراً
أثبتت دراسة حديثة (وفقاً لمجلة فوكوس الألمانية) أجراها باحثون أمريكيون أن متوسط عمر الإنسان له علاقة بمدة التعليم التي قضاها في حياته. فأصحاب التعليم العالي يتمتعون بعمر أطول ممن قضوا فترة قصيرة في التعلم. ومن المعروف أن هناك علاقة قوية بين ارتفاع مستوى المعيشة وزيادة متوسط العمر. وتعود خلفية ذلك إلى قدرة الأثرياء على التمتع بمنتجات نوعية تحافظ على صحتهم بشكل أفضل. كما أنها توفر لهم حياة يومية مريحة.
وأوضح تقييم الدراسة أن متوسط عمر من تلقوا تعليما عاليا ارتفع بواقع عام ونصف العام في ثمانينيات القرن الماضي، في حين ارتفع متوسط عمر من تلقوا تعليما منخفضا خلال نفس الفترة بواقع نصف عام فقط. ويتوقع الباحثون أن يصل متوسط عمر المتعلمين، ممن ولدوا في عام 1975 إلى 82 عاما، في حين يتوقعون ألا يتجاوز متوسط عمر الأشخاص من نفس الشريحة العمرية، الذين لم يحصلوا على تعليم عال 75 عاما فقط.
يقول "ديفيد كوتلر" المشرف على الدراسة والباحث في جامعة هارفارد: "كنا نأمل في القول إن الجميع يستفيد من ارتفاع متوسط العمر، لكن الحقيقة ليست كذلك". أما "إلين ميرا" إحدى القائمات على الدراسة، فقالت: "من المحزن ألا يتغير متوسط العمر في المجموعات الأقل تعليماً، في حين يرتفع بشكل كبير لدى مجموعات أخرى". وقال الباحثون إن أحد أسباب ارتفاع متوسط عمر الحاصلين على تعليم عال يتمثل في انخفاض معدلات التدخين بينهم، الأمر الذي يقلل من فرص الإصابة ببعض الأمراض مثل سرطان الرئة وأمراض القلب.
الإسلام دين العلم
لقد جعل الإسلام العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة كما أخبر بذلك نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم. ولذلك فإن الله تبارك وتعالى يقول: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) [المجادلة: 11].
فكل إنسان مهما بلغ من القوة أو النفوذ أو الشهرة أو جمع المال فإن هذه الأشياء تزول فعندما يكبر الإنسان يهرم ويضعُف وتذهب قوته، وعندما يتعرض لخسارة مادية فإن أمواله يمكن أن تذهب، وكم رأينا من إنسان مشهور زال عنه بريق الشهرة وقد يموت منتحراً!! ولكن الشيء الوحيد الذي لا يمكن أن يزول هو العلم! فلم نسمع عالماً ذهب علمه، ولذلك فإن العلم هو وسيلة لزيادة العمر يسخرها الله لمن كتب له طول العمر!!