لقد حدثنا النبي الكريم عن العديد من الأمراض وكيفية علاجها، ولكن هنالك مرض لا علاج له، وهو الشيخوخة! فماذا يقول الطب الحديث حول هذا الموضوع؟
جميع الأبحاث الطبية تؤكد أن المرض الوحيد الذي لا يُشفى هو الشيخوخة لأنه لا يمكن منع موت خلايا الجسم باستمرار. فنحن نعلم أن تطور ونموّ الإنسان يرافقه في كل يوم موت ملايين الخلايا وتجدد بعضها ويستمر هذا النظام حتى موت آخر خلية عند موت الإنسان.
حتى إننا نلاحظ أن العلماء الذين يحاولون إطالة عمر الإنسان أو عدم ظهور أعراض الهرم عليه جميع أبحاثهم تبوء بالفشل بسبب أنهم لن يستطيعوا التغلب على عامل الزمن وتأثيراته على خلايا جسم الإنسان.
لذلك نجد الأطباء في كل يوم يبتكرون ويكتشفون دواء جديداً وعلاجاً جديداً لمختلف الأمراض باستثناء مرض الهرم فإنه لا دواء له. وإن مثل من يفكر باختراع دواء لعلاج الهرم كمثل من يفكر بإرجاع الزمن للوراء وهذا أمر مستحيل علمياً.
لقد بُذلت ملايين الدولارات على أبحاث باءت بالفشل، وأفنى عدد كبير من الباحثين عمرهم في محاولة لعلاج أمراض الشيخوخة ولكن دون فائدة إلا في حدود ضيقة جداً.
وهنا يأتي الإعجاز النبوي قبل أربعة عشر قرناً ليحسم هذه المسألة والحديث عن الحقيقة العلمية الـتي تؤكد على استحالة العلاج لما يسمى بمرض الشيخوخة وإمكانية علاج أي مرض آخر. يقول النبي الكريم عليه الصلاة والسلام: (تداووا يا عباد الله، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاءً إلا داءً واحداً الهرم) [رواه أحمد].
وتأمل معي عزيزي القارئ كيف يتوافق هذا الحديث الشريف مع الحقائق الطبية، ألا يدل هذا على أن الرسول عليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى؟ وفي هذا المقام يحتار الإنسان ويتساءل: كيف يمكن لبشر عاش قبل أربعة عشر قرناً ـ لو لم يكن رسول الله ـ أن يتنبأ بحقيقة علمية تم اكتشافها بعد جهود مضنية طيلة القرن العشرين؟
بقي أن نعلم بأن هذا الكون قائم على قوانين وسنن إلهية لا يمكن تغييرها، فمثلاً قانون التجاذب الكوني لا يمكن للبشر أو المخلوقات ولو اجتمعوا أن يغيروا أو يبدلوا شيئاً في هذا القانون. كذلك هنالك قانون يحكم تطور الخلايا وتكاثرها وحـركتها مع الزمن وهذا القانون أيضاً لا يمكن تغييره لأنه فوق طاقة البشر.