]size=24]ما هو مقام النبي ومقام المؤمن عند الله ؟
سيدنا أبو بكر رضي الله عنه، كان في الطريق يمشي, فرأى سيدنا حنظلة يبكي قال له: ما لك يا حنظلة تبكي, قال: نافق حنظلة, قال: ولِمَ يا أخي ؟ قال: نكون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نحن والجنة كهاتين, فإذا عافسنا الأهل والولد ننسى, كأنَّ سيدنا حنظلة شعر بنفسه أنه منافق, السبب هو في مجلس رسول الله عليه الصلاة والسلام يكون في غاية السعادة، في غاية الطمأنينة، في غاية الأمل والسرور، قال لي بعضهم: ليس في الأرض من هو أسعد مني إلاّ أن يكون أتقى مني, في هذا المسجد نشعر بالسعادة، بالطمأنينة، بالسرور، الإنسان يذهب إلى بيته فيجد العشاء متأخر، ابنه لم يحضر الخبز قد يغضب, هذه الأحوال الطيبة من السرور والطمأنينة، هذا الإقبال، هذا السمو، وعلى العكس الضعف و قلة الروحانية, فقال كذلك أنا يا أخي أنا مثلك, أما كذلك يا أخي, فانطلق بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم, لمّا حدثوه بما جرى قال عليه الصلاة والسلام: " نحن معاشر الأنبياء ( مقام النبوة ) ماذا يعني مقام النبوة ؟
" نحن معاشر الأنبياء تنام أعيننا ولا تنام قلوبنا "
( ورد في الأثر)
" يعني اتصال دائم بالله " أما أنتم يا أخي فساعة وساعة " ساعة إقبال وساعة غفلة، لا تقول: ساعة انقطاع حاشا لله، ساعة إقبال وساعة فتور, ساعة اتصال وساعة انفصال, فكل واحد منا بيعرف مقامه من هذه الطريقة واحد يُصلي خمس أوقات, هناك شخص يضبط معه صلاة الصبح مثلاً, أمّا الظهر خمسون خاطر في الصلاة, لا ينسى الله عزّ وجل, تدمع عينه بين الصلاتين, يفكر بآية كونية، يسمع قرآن, ربنا عزّ وجل وصف المؤمنين بأنهم على صلاتهم دائمون, يعني يغلب عليهم دوام الصلاة, لو أن هذا الدوام أصبح قطعياً لصاروا أنبياء حقاً.
النبي هو الذي لا ينقطع عن الله طرفة عين, لا في نوم, ولا في صحو, لا في ليل, ولا في نهار, لا في شدة ولا في رخاء, لا في غِنى, ولا في فقر, لا في الصحة, ولا في المرض, لا في النصر, ولا في الهزيمة عليه الصلاة والسلام، في أعقاب معركة هوازن هل انقطع عن الله ؟ أبداً، بأعقاب أحد هل انقطع عن الله ؟ أبداً، اتصاله بالله في الطائف كاتصاله بالله في أثناء فتح مكة, وهو في أوج النصر متصل، وهو في أشد الأوضاع حرجاُ متصل هذا النبي, هذا مقام الأنبياء الاتصال الدائم، لماذا اصطفاهم الله عزّ وجل ؟ لأنهم كانوا دائمي الاتصال بالله سبحانه وتعالى، أصبح السبب واضحاً لماذا اصطفاهم ؟ قال تعالى:
﴿وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴾
(سورة الدخان الآية: 32)
أصبح السبب واضحاً فنحن ساعة وساعة، أما النبي الكريم لا شيء في الدنيا يشغله عن ذكر الله، وكذلك أصحابه الكرام هم على مستوى رفيع جداً قال تعالى:
﴿رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ﴾
(سورة النور الآية: 37)[/size]