]size=24]- ما معنى الرسول ؟
الرسول في اللغة: هو التوجيه بأمر ما، فالرسول هو الذي يتابع أخبار الذي بعثه. في الاصطلاح الشرعي: تكليف الله نبياً من أنبيائه لتبليغ شريعته للناس. فكل رسول يجب أن يكون نبياً وليس العكس قال تعالى:
﴿إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحاً وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾
(سورة آل عمران الآية: 33-34)
هؤلاء الذين اصطفاهم الله عزّ وجل هم من بني البشر من طينة واحدة ولكنهم تفوقوا, لو أن الله سبحانه وتعالى أعطاهم إمكانات خاصة فاقوا بها الناس، لما كان لهم الفضل في تفوقهم, يعني إذا كان طالب أعطيناه الأسئلة, فأخذ علامة تامة, فكان الأول, هل هذه ميزة ؟ أما إذا كان ظرفه مشابهاً لظرف جميع الطلاب لا يعلم الأسئلة, وقد أخذ العلامة المتفوقة هذا تفوق
" عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ أَغْضَبُ كَمَا يَغْضَبُ الْبَشَرُ فَأَيُّمَا رَجُلٍ آذَيْتُهُ أَوْ جَلَدْتُهُ فَاجْعَلْهَا لَهُ زَكَاةً وَصَلاةً "
( ورد في الأثر)
أنا من طينتكم, رُكبت فيّ الشهوات التي رُكبت فيكم, لكنه فاق بني البشر, " محمدٌ بشر وليس كالبشر فهو جوهرة والناس كالحجر " قال تعالى:
﴿قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آَللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾
( سورة النمل الآية: 59)
كلمة اصطفاء تتكرر في أكثر الآيات, هناك اصطفاء بالنبوة, والآن اصطفاء بالرسالة، والدليل القاطع:
﴿قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آَتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ﴾
(سورة الأعراف الآية: 144)
الإنسان يأخذ الدكتوراه هذه مرتبة علمية، وأيام يتعين عميد كلية هذه مرتبة إدارية, لكن لا يُعقل أن يكون عميد الكلية إلا أن يكون دكتوراً في الأساس, فالنبوة مقام التلقي، والرسالة مقام الإلقاء, ويبين الله لنا اصطفاؤه الرسل من الملائكة أيضاً, اصطفى الله عزّ وجل من الملائكة رسلاً لإبلاغ الوحي للأنبياء, واصطفى رسلاً من بني البشر لإبلاغ كلامه للناس قال الله:
﴿اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ﴾
( سورة الحج الآية: 75)
ويقول الله تعالى:
﴿وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ ﴾
(سورة الأنعام الآية: 124)
في معرض التنديد بأكابر مجرمي القرى، الذين تعنتوا فقالوا: لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله, في الرد هنا دلالة على أن الرسالة لا تكون إلا لمن اصطفاهم الله لحمل رسالته:
﴿وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْءانُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ﴾
(سورة الزخرف الآية: 31)
[ رجلٍ القريتين ] وهو من الأغنياء و من الوجهاء هذا من اختصاص الله سبحانه وتعالى, هو الذي يختار لأنه يعلم ما عند العباد من صدق في الإقبال، ومن استقامة في المعاملة، ومن حبٍ، ومن ولاء, ومن اهتمام.
هناك موضوعات تتعلق بموضوع النبوة سوف نأخذها في الدرس القادم إن شاء الله, سأعرض عليكم نموذجاً منها، النبوة والرسالة فيضٌ إلهي،[/size]