مشروع توبة أمة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى دعوي يهدف إلى هداية الأمة والعودة إلى مغفرة الله ورضوانه
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سماحة الرسول مع عبد ياليل بن عمرو الثقفي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الاخت المسلمة
الأعضاء



المساهمات : 1280
تاريخ التسجيل : 18/01/2014

سماحة الرسول مع عبد ياليل بن عمرو الثقفي Empty
مُساهمةموضوع: سماحة الرسول مع عبد ياليل بن عمرو الثقفي   سماحة الرسول مع عبد ياليل بن عمرو الثقفي I_icon_minitimeالجمعة مارس 14, 2014 7:32 am

سماحة الرسول مع عبد ياليل بن عمرو الثقفي


عبد ياليل بن عمرو الثقفي
نعيش في هذا المقال مع موقف رسول الله مع شخصية عجيبة، ما توقَّع أحدٌ قطُّ أن يُحْسِنَ إليها؛ فقد تركت هذه الشخصية جروحًا عميقة في نفس الرسول لعدة سنوات، بل إنه عندما أتى للقاء رسول الله لم يأته راغبًا في الإسلام كما أتى الآخرون، إنما جاء يجادل ويناور!!

إنها شخصية من أهم الشخصيات في الجزيرة العربية بكاملها.

إنه «عبد ياليل بن عمرو الثقفي».. زعيم قبيلة ثقيف المشهورة.

وتاريخه مع رسول الله شديد السواد..!!

وتبدأ قصته مع رسول الله عندما أُغْلِقَتْ أبوابُ الدعوة في مكة بعد وفاة أبي طالب عمِّ النبي ، فانطلق الرسول إلى مدينة الطائف؛ ليدعو قبيلة ثقيف إلى الله، لعلها تقف موقفًا مشرِّفًا معه، فالتقى مع زعماء ثقيف، وكانوا ثلاثة على رأسهم «عبد ياليل بن عمرو»، وعرض عليهم الأمر، فوجد منهم ما لم يتخيَّله من الجحود والإنكار والصد عن سبيل الله، بل وجد منهم السخرية والاستهزاء والاستخفاف، حتى قال زعيمهم «عبد ياليل بن عمرو»: إنه ليمرط ثياب الكعبة إن كان الله أرسله[1]!!

ثم كان من هذا الزعيم وأصحابه ما يَعرف الجميع من حثٍّ للغلمان والسفهاء أن يطاردوا رسول الله وصاحبه زيد بن حارثة رضي الله عنه بالحجارة والسباب، حتى أخرجوهما تمامًا من منطقة الطائف.

إن هذا الموقف السفيه من أشدِّ مواقف الدعوة ألمًا على نفس رسول الله ، وظلَّ الوضع على هذه الصورة القاتمة لسنوات متصلة..

فلم يؤمن أحد من ثقيف إلا القليل، بل لعلَّه لم يؤمن منهم قبل الفتح إلا الصحابي الجليل المغيرة بن شعبة[2] رضي الله عنه، ثم قامت ثقيف بالتحالف مع هوازن لتكوين حزب ضخم يهدف إلى استئصال المسلمين، وذلك في موقعة حنين في العام الثامن من الهجرة[3].

وعند هزيمتهم فرَّت جيوشهم إلى حصونهم في الطائف، فحاصرهم رسول الله لمدة شهر كامل[4]، ولكنه لم يقدر على إخراجهم من الحصون، ومن ثَم غادر المنطقة دون أن يفتح الطائف. وكانت هذه صدمة للصحابة –رضي الله عنهم-، لكن رسول الله هَوَّنَ عليهم الأمر، بل دعا لثقيف بالهداية.

وقد تفاقم أمر ثقيف عندما قتلت زعيمَها عروة بن مسعود[5] رضي الله عنه، عندما أسلم ودعاهم إلى الإسلام، فأثَّر ذلك جدًّا في رسول الله .

بر الرسول مع عبد ياليل بن عمرو
ومرَّت الأيام، وفي رمضان من العام التاسع من الهجرة وجدت قبيلة ثقيف أن قوة المسلمين أصبحت هي القوة الأولى في الجزيرة العربية، وبخاصة بعد فرار الجيوش الرومانية منها في تبوك، ففكَّرت أن تأتي المدينة لتبايع على الإسلام!!

وكان واضحًا من كلامهم وترتيبهم أنهم ما جاءوا حُبًّا للإسلام، ولا اقتناعًا به، ولكن لرؤيتهم أنهم لا طاقة لهم بحرب المسلمين، ومن ثَمَّ كوَّنوا وفدًا يُحاور ويفاوض رسول الله ، ويصل معه إلى أفضل ما يمكن أن يصلوا إليه، وجعلوا على رأس هذا الوفد «عبد ياليل بن عمرو» الزعيم القديم الذي سَخِرَ في يومٍ ما من رسول الله سخريةً شديدة، ولكن دارت الأيام دورتها وجاء زعيم ثقيف منكسرًا أمام الرسول العظيم ، الذي مُكِّن له في الأرض، وأصبح في مركز القوة.

استقبل رسول الله وفد ثقيف وعلى رأسه «عبد ياليل» خير استقبال، ولم يُذَكِّرْهُمْ بماضيهم أبدًا، ولم يقل لهم شيئًا عن سخريتهم منه يوم ذهب إليهم طالبًا نصرتهم، ولم يقل: هذه بتلك، أو: اليومَ باليومِ الذي سخرتم فيه مني.. بل قابلهم بالترحاب وبالبسمة وبالكرم وبالضيافة وبالهدية، بل جلس معهم يستمع لمفاوضاتهم ومقترحاتهم التي كانت في غاية السفاهة، ومع ذلك لم ينفعل عليهم، أو يغضب منهم، بل ناقشهم في هدوء، وتكلَّم معهم في رَويَّة!!

لقد طلبوا أن يُسلِموا بشروط منها: أن يأذن لهم في الربا والزنا وفي الخمر، وأن يُعْفَوْا من الصلاة، وأن تُتْرَكَ لهم اللات[6] دون أن تُكسر[7]!!

لقد كانت مطالب سفيهة تدل على عدم فقهٍ لمعنى الإسلام، ومع سفاهة تلك المطالب إلا أن الرسول لم يفقد أعصابه أو يتركهم، إنما أخذ يُفَسِّرُ لهم ويشرح، ورفض مطالبهم هذه في منتهى الأدب، وبأسلوب يَغْلِبُ عليه الرفق واللين، وكان يُحاورهم كل ليلة بعد صلاة العشاء، ويُكثر من الحديث معهم، وكان قد ضرب لهم قُبَّة[8] في المسجد النبوي[9] تكريمًا لهم، وتعظيمًا لقَدْرِهِم.

هذا مع أنهم لم يُسلموا بعدُ..

وفي نهاية الأمر، قَبِلَ وفد ثقيف بالإسلام كاملاً دون انتقاص ولا تفريط، ودخلت بعد ذلك قبيلة ثقيف في الإسلام، وكانت من أكثر الناس ثباتًا على الإسلام حتى في زمان الردة.

وليس من شكٍّ أن رسول الله لو سلك معهم مسلكًا عنيفًا، أو أظهر فيهم تشفِّيًا وشماتة لكانت حالهم غير هذه الحال، ولأصبحوا حَجَرَ عَثْرَةٍ في طريق الأمن والأمان في الجزيرة العربية، ولكنه يُعَلِّمُنَا ما دأب على تذكيرنا به حين قال: «إِنَّ اللهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لاَ يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ وَمَا لاَ يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ»[10].

ولقد رأينا الخير الواسع الذي عمَّ الجزيرة بكاملها، بل عمَّ العالم بهذا النهج الذي انتهجه في التعامل مع الناس، وفي التعامل مع المخالفين له، والمعترضين عليه، والطاعنين فيه الساخرين منه، وقد صدق حين وصف قيمة الرفق بقوله المختصر المبدع: «مَنْ يُحْرَمِ الرِّفْقَ يُحْرَمِ الْخَيْرَ»[11].
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سماحة الرسول مع عبد ياليل بن عمرو الثقفي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سماحة الرسول مع سهيل بن عمر
» المجذّر بن زياد(عبدالله) بن عمرو بن زمزمة بن عمرو عمارة بن مالكابن بثيرة بن القشر بن تميم
» سماحة الرسول مع مالك بن عوف
» سماحة الرسول مع عدي بن حاتم
» سماحة الرسول مع هند بنت عتبه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مشروع توبة أمة  :: قصص الصحابة والتابعين :: قصص الصحابة والتابعين-
انتقل الى: