مشروع توبة أمة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى دعوي يهدف إلى هداية الأمة والعودة إلى مغفرة الله ورضوانه
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الأطفال الكبار

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الاخت المسلمة
الأعضاء



المساهمات : 1280
تاريخ التسجيل : 18/01/2014

الأطفال الكبار	 Empty
مُساهمةموضوع: الأطفال الكبار    الأطفال الكبار	 I_icon_minitimeالسبت أبريل 05, 2014 10:50 am

الأطفال الكبار
العنصر الخامس وهو الأخير: الأطفال الكبار:

أطفال نعيش معهم في التاريخ لكنهم كبار، كبار في إيمانهم، وكبار في مقاصدهم، وفي منهجهم وحياتهم، يعيشون بأجسام أطفال لكنهم كبار في معتقداتهم وطموحاتهم ومقاصدهم، واليوم عندنا كبار في السن لكنهم أطفال في نواياهم، ولعلي عرضت هذا كثيراً وكررته ولكن معذرة إلى ربكم، يلقى أحياناً في بعض الجرائد والمجلات مقابله مع الأطفال، فيقول الطفل: هوايته المراسلة، متى كان أحفاد أسامة ومعاذ وأبي هوايتهم المراسلة، متى كانت هوايتهم جمع الطوابع؟! متى كانت هوايتهم صيد الحمام ومطاردة الدجاج؟!

ما كانت هوايتهم إلا رفع لا إله إلا الله، وتقديم أرواحهم في سبيل الله، فأصبح العالم منكوساً بالتربية الضحلة السخيفة، ومغن آخر شب على جمع الطوابع والمراسلة، فلما أصبح في الأربعين ألقوا معه مقابلة، قالوا: كيف شققت طريقك في الحياة؟

يقول رجل مثله، قال: بدأت من الصفر، هذا المغني بدأ من الصفر وهو ينزل تحت الصفر، قال: وصابرت واحتسبت وثابرت حتى وصلت إلى هذا المستوى، مستوى والله لا تحمد ولا تشكر عليه، والموت خير منه، ولا يحسد عليه الإنسان.

ولو أني بليت بهاشمي خئولته بنو عبد المدان
لهان عليّ ما ألقى ولكن تعالوا فانظروا بمن ابتلاني
فاللهم لا شماتة!

فالمغنون ما زالوا في دائرة الإسلام ما لم يكفروا بمكفر، ولكنهم مخطئون مذنبون وما زلنا ندعوهم، ونناديهم ونهتف بهم أن يعودوا إلى المسجد والقرآن والرسالة الخالدة، وإلى الدرس والمحاضرة؛ لأنهم أبناؤنا وإخواننا، فانظروا إلى ابن عباس في ليلة ميمونة -وقد مر معنا -يحفظ الحديث ويصلي، ويقدم الوضوء، ويحرص على الأذكار وهو في العاشرة أو دون ذلك، من يفعل من أطفالنا ذلك، إلا من رحم ربك.

أسامة بن زيد
أسامة بن زيد عمره ثماني عشرة سنة ويعطيه صلى الله عليه وسلم قيادة الجيش بعد وفاته، وفي الجيش أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، من يستطيع أن يكون قائد جيش وفيهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، أساطين التاريخ وعلماء الدنيا وعظماء المعمورة، وأسامة القائد؟ فلما تولى القيادة ذهب أبو بكر يشيعه، فأراد أسامة أن ينـزل من على الفرس فأخذ أبو بكر بمجامع ثوبه وقال: [[والله لا تنـزل ووالله لا أركب، وما علي أن أغبر قدمي ساعة في سبيل الله]] عجيب! كأن أبا بكر ما غبر قدمه، كأنه أول ساعة فقط، وهو من يوم أسلم وقدمه مغبرة في سبيل الله، ودمه ودموعه ووقته وماله وكل لحظة من حياته في سبيل الله، فهل غبرنا أقدامنا؟ وهل قدمنا مثل جزء جزء من أجزاء ما قدم أبو بكر الصديق؟ والشاهد أسامة، هذا الطفل الكبير، كبير في الحقيقة، يسوس أمة وعلماء وصحابة، يقدم نفسه في سبيل الله، ويقود الجيش وهو في الثامنة عشرة من عمره.

عبد الله بن الزبير
عبد الله بن الزبير شاب عظيم، وخليفة عظيم، وعالم جليل، يقول الذهبي: كان من أعبد الناس -صدق أو لا تصدق- ذكر الذهبي بأسانيد جيدة أنه كان يسرد سبعة أيام صوماً، وكان يفطر في اليوم الثامن، كان من أقوى الناس على العبادة، دخل الحرم، فوجد السيل قد اقتحم الحرم، فخلع ملابسه ولبس إزاراً وطاف في السيل سبعة أشواط فهو الوحيد الذي طاف في التاريخ بالبيت سباحة.

ابن الزبير كان غلاماً عظيماً، مر عمر فهرب الأطفال ووقف ابن الزبير، قال عمر: [[لماذا لم تهرب؟ قال: ما ارتكبت ذنباً فأخاف منك، وليست الطريق ضيقة فأوسع لك]] هذه كلمات محفوظة يحتاج الطفل من أطفالنا شهراً، تكتبها له، ثم تحفظه إياها، ثم يرددها عليك ليقولها مباشرة: ما ارتكبت ذنباً فأخافك، وما كانت الطريق ضيقة فأوسع لك.

أبو محذورة المؤذن المعروف
أبو محذورة كان غلاماً وفي مسند أحمد أنه خرج يرعى الغنم، فسمع مؤذن الرسول عليه الصلاة والسلام، وأبو محذورة كان مشركاً آنذاك، خرج في ضاحية ضواحي مكة آنذاك، ووراء الجبل كان الرسول عليه الصلاة والسلام والصحابة، فسمع أبو محذورة بلالاً فأذن استهزاءً، فقال صلى الله عليه وسلم: {عليّ بأولئك الأطفال} فذهب الزبير وأحد الصحابة وأحضروهم، فلما حضر، قال: من أذن منكم آنفاً، فسكتوا، قال: أذن، فأذنوا، حتى وصل الأذان والنداء إلى أبي محذورة، فإذا نداؤه عجيب وصوته غريب، فدعا له صلى الله عليه وسلم بالهداية، فقال أبو محذورة: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه قال أهل العلم: لم يحلق أبو محذورة بعدها رأسه، حتى وصل شعره إلى قفاه ونزل على ظهره؛ لأن البركة في تلك اليد يوم مست ذاك الرأس، وكان صوته جميلاً، حتى يقول المكي:

أما ورب الكعبة المعمورة وما تلا محمد من سورة
والنغمات من أبي محذورة لأفعلن فعلةً مشكورة
ويقولون في النظم الفقهي:

أذن ترسل وأقم محدورة فعل بلال وأبي محذورة
أصبح مؤذناً وهو طفل في العاشرة أو ما يقاربها، وأصبح مباركاً، وبقي في الأذان كما عند بعض العلماء ثمانين سنة، وهو يرفع نداء الحق، ويدعو الناس إلى بيت الله عز وجل: عمر مديد طيب وطاهر.

محمد بن القاسم
وطفل آخر عمَّر وقته بطاعة الله عز وجل: محمد بن القاسم الشهير الذي فتح السند والهند، والذي قتل ملوك السند، والذي قدمت له الأصنام من ذهب فرفض، أتاه ملوك الهند بأصنام من ذهب، فقالوا: هذه لك وعد عن بلادنا، قال: سبحان الله أرتشي عن الجهاد في سبيل الله! لا والله، حتى يقول محمد إقبال:

كنا نرى الأصنام من ذهب فنهـ دمها ونهدم فوقها الكفارا
لو كان غير المسلمين لحازها كنزاً وصاغ الحلي والدينارا
أرواحنا يا رب فوق أكفنا نرجو ثوابك مغنماً وجوارا
كنا نقدم للسيوف رءوسنا لم نخش يوماً غاشماً جبارا
كان عمر محمد بن القاسم؟ سبع عشرة سنة، وتحته أكثر من مائة ألف من الجنود، وقال بعض العلماء: قاتل جيشاً عدده أكثر من ستمائة ألف، كتائب كالجبال ومحمد بن القاسم في السابعة عشرة من عمره، بعضهم الآن في الثلاثين يقول صغير، كلما ارتكب خطأ يقول: أنا صغير، يموت وهو صغير، لأنه صغير المبادئ والطموحات، والمستقبل هذا طاغوت مستكلب، يسمون المستقبل: تأمين ووظيفة ومنصب وسيارة وفلة، وهذا ليس مستقبل المسلم، مستقبل المسلم رضا الله، مستقبل المسلم الشهادة في سبيل الله، ومستقبله جنة عرضها السموات والأرض.

يأتى أعرابي من الصحراء ويقدم له الرسول صلى الله عليه وسلم غنيمة، فقال: ما على هذا بايعتك! قال: {بايعتني على ماذا؟! قال: أن يأتيني سهم فيقع هنا ويخرج من هنا، قال: إن تصدق الله يصدقك} فقتل في سبيل الله، لأنه صدق الله عز وجل.

محمد بن القاسم يقول فيه الأول:

إن السماحة والنجابة والندى لـمحمد بن القاسم بن محمدِ
قاد الجيوش لسبع عشرة حجة يا قرب ذلك سؤدداً من مولدِ
ما أقرب هذه الطفولة وما أقرب أنك فتحت فيها بلاداً وعمرتها بلا إله إلا الله! طفل دخل السند والهند، طفل رفع لا إله إلا الله، طفل، وحرق الأصنام، وداس الطاغوت، ورفع الحق في منائر الأرض، وفتح تلك البلاد التي ما كنا لنفتحها نحن.

أبناء الخنساء
أطفال السلف كبار، حضر أربعة أطفال في معركة القادسية، وهم أبناء الخنساء النخعية، فقالت: يا أبنائي، والله ما غدرت أباكم ولا خنت خالكم، والله إنكم لأبناء رجل واحد، فإذا لقيتم المعركة فيمموا أبطالها، واستقبلوا وطيسها، عسى الله أن يقر عيني بقتلكم في سبيل الله. أي أم تلك الأم! وأي معلمة وأي جامعة؟! تقدموا فلبسوا الأكفان، وقاتلوا فقتلوا الأربعة، قبل صلاة الظهر، وأتوا بالخبر السار إليها فدمعت عيناها من الفرح.

طفح السرور عليّ حتى أنني من عظم ما قد سرني أبكاني
وقالت: الحمد لله الذي أقر عيني بقتلهم في سبيل الله، هذه هي الحياة التي يريدها محمد عليه الصلاة والسلام، يريد لهذا الطفل حياة وتوفيقاً ونجابة وسؤدداً.

نعم عاش عليه الصلاة والسلام مع الأطفال هذه المراحل، ونحن نقول كما بدأنا لكل طفل مسلم: إن كنت أيها الوالد ويا أيتها الأم، ويا أيها الطفل؛ تريدون الله والدار الآخرة فدونكم المبادئ، ودونكم الدستور الخالد، والرسالة الرائدة، والتعاليم الربانية، أنشئوهم على لا إله إلا الله، لقنوهم لا إله إلا الله، علموهم الرسالة والسنة في القيام والقعود والنوم والأكل والشراب واليقظة وكل شئون الحياة، لأنكم أنتم المسئولون أمام الله عنهم:

يا طفل غرد في تبسم أحمد وارسم ضياء جبينه المتلالي
واسعد برؤية خير من وطئ الثرى راعي اليتامى قائد الأبطال
يا طفل في قلب الرسول مكانة لك قد حباها سيد الأجيال
ديناً حوى نهج التكامل والوفا للشيب والفتيان والأطفال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الأطفال الكبار
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من أحكام الأطفال
» سنة تحنيك الأطفال وفوائده
» النبي صلى الله عليه وسلم وتعامله مع الأطفال
» [منهج النبى صلى الله عليه و اله وسلم فى تربية الأطفال]
» رسم النبي صلى الله عليه وسلم الكلمات المؤثرة في قلوب الأطفال

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مشروع توبة أمة  :: البيت المسلم :: كل ما يخص الأطفال-
انتقل الى: