بعد رحلة طويلة من البحث تمكن العلماء من إعطاء تعريف دقيق للسحب الغبارية التي تملأ الكون، ومعظمها يعود لمليارات السنين. فقد تمكن علماء من وكالة ناس من تحليل هذا الغبار الكوني المسى Cosmic Dust ووجدوا بعد التحليل المجهري بأنه لا علاقة له بالغبار... إنه مثل الدخان Smoke وهذه الكلمة تم استخدامها في القرن الحادي والعشرين.
أبحاث الفضاء اليوم تتحدث عن الدخانSmoke ككلمة أدق من الغبار الكوني، وهذه الكلمة وردت في القرآن لوصف الكون المبكر في بدايات خلقه.
الموقع الإلكتروني لمختبر هيرشل في جامعة Cardiff University يؤكد هذه الحقيقة بعد رؤية التركيب الكيميائي لهذا الدخان، لاحظوا معي كلمة Smoke ومعناها الحرفي دخان.
وفي بحث بعنوان Sweeping up the mystery of cosmic dust تم استخدام الكلمة ذاتها للتعبير عن لغز الغبار الكوني ، إنه لا يشبه الغبار إنما يشبه ذرات الدخان.
وفي بحث بعنوان Supernovae Produce Dust More Efficiently Than Previously Thought يتحدث الكاتب عن اكتشاف عظيم لأول مرة عام 2003 ويعتبره حلاً للغز الغبار الكوني، ويقول:
We have just discovered that some supernovae have bad habits – they belch out huge quantities of smoke, known as cosmic dust. This solves a long-standing mystery over the origin of cosmic dust and suggests that supernovae, which are exploding stars, were responsible for producing the first ever solid particles in the Universe.
وهذا يعني أننا اكتشفنا للتو أن الانفجارات النجمية تنشر كميات هائلة من الدخان الذي يدعى الغبار الكوني، وهذا يحل لغزاً استمر طويلاً حول هذا الغبار ومنشئه، حيث إن هذه الانفجارات هي المسؤولة عن إنتاج أول جزيئات صلبة في الكون!
وفي مقالة جديدة April 10, 2013 اكتشف العلماء لأول مرة مجرة قديمة جداً تشكلت قبل أكثر من 12.7 مليار سنة أي في بدايات خلق الكون، ولكن هذه المجرة لا يمكن رؤيتها لولا أنه بالقرب منها يوجد نجم لامع جداً يشبه المصباح الذي يضيء ما حوله!!
وهنا صورة تخيلية للنجم المصباح الكوني الذي يضيء ما حوله بشدة،
وهنا صورة حقيقية لهذا النجم المصباح، ويبدو بعيداً جداً في أعماق الكون.
كما تم الإعلان عن أكبر بناء كوني يتألف من مجموعة من المصابيح الكونية (quasar) يبلغ عرض البناء 4 مليارات سنة ضوئية. ونرى في الصورة كيف أن هذه النجوم تشبه المصابيح العملاقة.
إن هذه المصابيح تتميز بأنها تضيء ما حولها لمسافة تصل إلى مليون سنة ضوئية.
إن قوة الإضاءة لهذه المصابيح تجعل المجرات القريبة تتوهج ... تصوروا أن نجماً واحداً يشع الضوء لمجرة تجوي مليارات النجوم!!!
في بحث نشر على مجلة الطبيعة Nature تبين أن الكون في بدايات خلقه (عندما كلن عمره أقل من مليار سنة) أنتج كمية هائلة من الدخان الذي يسميه العلماء الغبار الكوني من خلال الانفجارات التي يسميها العلماء السوبرنوفا. لقد كان الدخان هو أول منتج صلب للكون ومنه تشكلت الكواكب والأرض والشمس..
في عام 2009 رأى الباحثون في جامعة مانشستر manchester لأول مرة الدخان الكوني بكميات كبيرة وتأكدوا أن الدخان هو شيء أساسي جداً في بناء الكون، ويقول الباحث Greg Sloan :
“We haven't seen carbon-rich dust in this primitive an environment before,” “What this tells us is that carbon stars could have been pumping out dust soon after the first galaxies were born”.
نحن لم نرً غبار غني بالكربون (دخان) في بيئة بدائية للنجوم من قبل.. وهذا يعني أن النجوم بثت كميات من هذا الغبار وهناك نجوم غنية بالكربوهيدرات التي هي أصل الحياة على الأرض..
صورة للدخان الكوني بالمجهر الإلكتروني..
وأخيراً فإن القرآن الكريم أشار إشارة واضحة إلى وجود كميات كبيرة من الدخان في بداية خلق الكون.. قال تعالى: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [فصلت: 11-12]...
هذا النص القرآني تحدث عن وجود دخان في بداية خلق السماء.. وتحدث عن خلق المصابيح وهي النجوم اللامعة شديدة الإضاءة والتي خلقت مباشرة بعد خلق الكون.. تماماً بما يتطابق ع الحقيقة العلمية.. فسبحان الله!