وعجلت اليك ربى لترضى Admin
المساهمات : 304 تاريخ التسجيل : 18/01/2014
| موضوع: توبة سفاح الأربعاء يناير 22, 2014 8:14 pm | |
| أولاً : توبة سفاح روى أبو سعيد الخدري أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : ( كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعه وتسعين نفسا فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على راهب فأتاه فقال إنه قتل تسعة وتسعين نفسا فهل له من توبة فقال لا فقتله فكمل به مائة ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل عالم فقال إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة فقال نعم ومن يحول بينه وبين التوبة انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء فأنطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فقالت ملائكة الرحمة جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله وقالت ملائكة العذاب إنه لم يعمل خيرا قط فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم فقال قيسوا ما بين الأرضين فإلى أيتهما كان أدنى فهو له فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد فقبضته ملائكة الرحمة ) رواه مسلم وزاد في رواية البخاري قال قتادة قال الحسن : (فأدركه الموت فنأى بصدره نحوها فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فأوحى الله إلى هذه أن تقربي وأوحى الله إلى هذه أن تباعدي وقال قيسوا ما بينهما فوجد إلى هذه أقرب بشبر فغفر له )
فتأمل أخي حال هذا الرجل بعد ما ارتكب من الجرم ما ارتكب لمّا عزم على التوبة إلى الله و بادر إلى سلوك طريق المستقيمين بل هاجر إليهم يحدث نفسه بصحبتهم رزقه الله حسن الختام ، كأني انظر إليه و هو يسأل الناس أيها الناس دلوني على أعلم أهل الأرض يحدث نفسه بالتوبة و الإنابة كأني به يقول : أيها الراهب نفسي تتوق إلى التوبة قد أرقتني الذنوب و عذبتني المعاصي فحياتي ضيق و شقاء و تعاسة و بلاء فهل تجد لي توبة فلما قطع عليه الأمل و ضاقت عليه الأرض بما رحبت لم يملك إلا أن كمّل به المائة كيف و قد قطع عليه حبل الأماني و حال بينه و بين الفرح والتهاني ؟ كيف و قد قنطه من رحمة الله ؟ ، و العجيب أنه عاود البحث مرة أخرى كأني به في وله المشتاق و لوعة المعذب يعود إلى الناس دلوني على أعلم أهل الأرض فلما لقي العالم و فتح له باب الرحمة و المغفرة فلا تسل عن عظيم فرحه و بالغ سروره كيف لا و قد أعطاه فسحة الأمل ؟ فها هو يتخذ القرار و ينطلق دون أن يتردد أو يشاور ها هو يحث الخطى إلى سيده و مولاه لطالما تاقت نفسه إلى ساعة الوصال كأني به يحدث نفسه و هو يحث السير : غداً التحق بركب الصالحين فأعبد الله معهم غداً أكون مع المصلين الساجدين مع الذاكرين المستغفرين ، و يقدر الله أن يدركه الموت و هو على هذه الحال فيزحف بصدره شوقاً إلى بلاد المستقيمين فشرّفه الله بهذه الخاتمة بل أصبحت قصته عبرة تروى وموعظة تحيى بها القلوب . ماذا لو تأخر قليلاً كيف ستكون ميتته ؟ كيف ستكون خاتمته ؟ كيف سيكون مصيره في قبره و يوم حشره ؟
فهل تتخذ أخي القرار و تعلن الاستقامة على أمر الله دون تردد لتظفر بحسن الخاتمة رزقني الله و إياك حسن الختام .
| |
|