قصة تؤكد عدل الله ورحمته وعفوه :
أخواننا الكرام، بالمناسبة كل واحد منا معه مئات القصص، لكن كل هذه القصص لا تصلح أن يستنبط منها شيئاً، لماذا؟
لأنه يعرفها من الفصل الأخير، لكن الواحد منا قد يقف على بعض القصص من أول فصل إلى آخر فصل، هذه القصص تؤكد عدل الله،
و تؤكد رحمته، و تؤكد عفوه، و تؤكد كل أسمائه الحسنى، و صفاته الفضلى.
مرة إنسان استوقفني في بعض أسواق دمشق، و قال لي بقسوة: إنك تخطب على المنبر؟
قلت له: نعم، قال: يوجد إنسان بأحد أسواق دمشق بَكَّرَ إلى عمله ليكسب رزق أولاده، وقال لي: أليس طلب الحلال عبادة؟
قلت: بلى، قال: فتح هذا الإنسان محله التجاري، سمع إطلاق رصاص في سوق مغلق مغطى من أسواق دمشق،
فمدّ رأسه ليستطلع ما الخبر، فإذا رصاصة تستقر في عموده الفقري، فيصاب بشلل نصفي، قال لي: هذا ماذا فعل؟
أين رحمة الله؟ ذهب ليكسب قوت أولاده، و عمله مشروع، و المادة التي يتاجر بها مشروعة، و هو في عمله، و العمل عبادة فماذا فعل؟ والله أنا لا أعلم الجواب، أنا واثق من عدل الله، لكن هذه الحادثة تحتاج إلى علم إلهي.
بالمناسبة لا تستطيع أن تثبت عدل الله بعقلك إلا بحالة مستحيلة أن يكون لك علم كعلم الله، أي قصة من آخر فصل إنسان ذهب إلى محله التجاري ليكسب قوت أولاده، سمع إطلاق رصاص، مدّ رأسه فجاءت رصاصة استقرت في عموده الفقري، ماذا فعل ؟ و الحقيقة لم يفعل شيئاً في هذه الحدود، قلت له: و الله أنا لا أدري، أي نصف العلم لا أدري، لكن الذي أدريه أن الله عز وجل يقول:
﴿ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ ﴾
[ سورة النساء: 147]
أحد أخوتنا الكرام، هو قديم في هذا المسجد، و له مكانة عندي، حدثني عن قصة جرت مع أحد جيرانه في البناء، قلت: ما القصة؟ قال لي: رجل يبيع القماش في أحد أسواق دمشق المغطاة، قلت له: نعم، قال لي: أولاد أخيه الأيتام لهم بيت قد اغتصبه منهم، و هم في أمسّ الحاجة إليه، طالبوه بهذا البيت مرات عديدة، فكان يرفض، فحكّموا أحد علماء دمشق في الميدان، و قد توفي رحمه الله، و كان عالماً جليلاً، استدعاه، و طلب منه أن يعطي البيت لأولاد أخيه، فرفض أشد الرفض، هذا العالم حكيم قال لهم: لا تشتكوا على عمكم هذا، لا يليق بكم، و لكن اشكوه إلى الله عز وجل، هذا الكلام كان الساعة التاسعة مساء، في اليوم التالي الساعة التاسعة صباحاً هو الذي جاءته الرصاصة فأصابته بالشلل، إنسان يرى إنساناً في محل تجاري، يكسب رزق أولاده، مدّ رأسه، فأصابته رصاصة جعلته مشلولاً نصفياً، ماذا فعل؟ هذه قصة من آخر فصل.