تعاليم النبي صلى الله عليه وسلم عند ولادة الطفل
تعال إليه عليه الصلاة والسلام وهو يأمر من الغرسة الأولى بالهدى الإسلامي، ويأمر أن يكون الالتقاء بين الرجل وزوجته على سنته عليه الصلاة والسلام، ففي الصحيحين عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: {لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال: اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، ثم رزق بمولود لم يضره الشيطان أبداً} من أول التقاء بين الرجل وزوجته والتوحيد يسري في عروق هذه الدعوة وهذه التربية الفذة، ثم يولد الطفل، وقد صح عنه عليه الصلاة والسلام في صحيح البخاري أنه قال: {ما من مولود إلا وقد نزغه الشيطان إلا عيسى عليه السلام} أما ترى الطفل كيف يبكي، كان في بطن ضيق وخرج إلى أرض فسيحة ثم بكى، ولذلك صور الشعراء، هذا الموقف المحزن المبكي:
ولدتك أمك يابن آدم باكياً والناس حولك يضحكون سرورا
فاعمل لنفسك أن تكون إذا بكوا في يوم موتك ضاحكاً مسرورا
ما أجمل العبارة؟ يوم أتت بك أمك تبكي، عجباً وأنت خرجت من الضيق إلى السعة، وأنت خرجت من حياة ضيقة -في مفهوم الناس- إلى حياة أوسع، إلى الدور والقصور والماء والهواء، لكنك خرجت تبكي.
ولدتك أمك باكياً مستصرخاً والناس حولك يضحكون سرورا
يستبشرون بقدومك ويهنئون أباك ويبشرونه، فيقول الأول:
فاعمل لنفسك أن تكون إذا بكوا في يوم موتك ضاحكاً مسرورا
فتتحول الحال ويبكون عليك إذا فارقت الحياة.
وقال الثاني: وقد ذكره العلماء:
ويكفيك من ضيق الحياة وبؤسها دليلاً بكاء الطفل ساعة يولد
وإلا فما يبكيه منها وإنه لفي بطن أمٍ كان في العيش يسعد
ما له يبكي؟
ليس إلا ألأنه وجد بطن الأم عنده أحسن، يوم نزل إلى دنيا الطاغوت والظلم والبعد عن الله إلا من اهتدى بهدى محمد عليه الصلاة والسلام، وقال أبو العتاهية:
أذان الطفل في الميلاد دوماً وتأخير الصلاة إلى الممات
دليل أن محياه قليل كما بين الإقامة والصلاة