سيد الشهداء
حمزة بن عبد المطلب
حمزة بن عبد المطلب (55 ق هـ ـ 3 هـ)،(567 م-624 م) هو حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.[2]، وعبد المطلب هو جد رسول الله محمد ، وأمه من سيدات بني زهرة : هالة بنت أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وهالة هي عمة الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص، وله من الأبناء يعلي، وأمامة، وسلمى، وفاطمة، وأمة الله هو عم النبي محمد، وأخوه من الرضاعة أرضعتهما ثويبة مولاة أبي لهب وهو شقيق صفية بنت عبد المطلب أم الزبير، وكان يكنى بأبي عمارة وكان حمزة صديقًا لابن أخيه محمد ( قبل البعثة، حيث عاشا سويًّا، وتربيا معًا.
أسلم في السنة الثانية بعد البعثة النبوية، وقيل: في السنة السادسة بعد دخول الرسول ( دار الأرقم؛ حيث كان حمزة -رضي الله عنه- في رحلة صيد، ومرَّ أبو جهل على رسول الله ( عند الصفا فآذاه وسبه وشتمه، ورسول الله ( ساكت لا يتكلم ولا يرد عليه، وكانت خادمة لعبد الله بن جدعان تسمع ما يقول أبو جهل.
فانتظرت حتى عاد حمزة من رحلته، وكان يمسك قوسه في يده، فقالت له الخادمة: يا أبا عمارة، لو رأيت ما لقى ابن أخيك محمد من أبي الحكم بن هشام (أبي جهل)، وجده هاهنا جالسًا فآذاه وسبه، وبلغ منه ما يكره، ثم انصرف عنه، ولم يكلمه محمد (، فغضب حمزة، وأسرع نحو أبي جهل فوجده في جمع من قريش، فضربه حمزة بالقوس في رأسه، وأصابه إصابة شديدة، ثم قال له: أتشتمه وأنا على دينه أقول ما يقول، فرد ذلك عليَّ إن استطعت؟ فقام جماعة من بني مخزوم (قبيلة أبي جهل) إلى حمزة ليضربوه، فقال لهم أبو جهل: دعوا أبا عمارة فأني والله قد سببت ابن أخيه سبًّا قبيحًا. [ابن هشام].
فلما أصبح ذهب إلى الكعبة، ثم توجه إلى الله بالدعاء أن يشرح صدره للحق؛ فاستجاب الله له، وملأ قلبه بنور اليقين والإيمان، فذهب حمزة إلى رسول الله
( ليخبره بما كان من أمره، ففرح رسول الله ( بإسلامه فرحًا شديدًا ودعا له.كان موصوف بالشجاعة والقوة والبأس حتي عرف أنه أعز فتى في قريش وأشدهم شكيمة، وكان يُلقب بـ أسد الله وأسد رسوله وفي السنة السابعة من البعثة شارك حمزة قومه بني هاشم وبني المطلب الحصار الذي فرضته عليهم قريش في شعب أبي طالب وعانوا منه المشقة والعذاب، حتى خرجوا منه في السنة العاشرة من البعثة، ولما أمر النبي المسلمين بالهجرة إلي المدينة المنورة، هاجر حمزة مع من هاجر إليها قبيل هجرة النبي بوقت قصير، ونزل فيها علي أسعد بن زرارة من بني النجار، وآخي الرسول بينه وبين زيد بن حارثة مولى رسول الله .كان لحمزة أول لواء يعقد في الإسلام حينما بعثه الرسول في ثلاثين رجلا من المهاجرين يعترض عيرا لقريش قد جاءت من الشام تريد مكة، وفيها أبو جهل في 300 رجل، فبلغوا ساحل البحر وإلتقي الجانبان ولم يقتتلوا، ولكن المسلمين كانوا قد أثروا في معنويات قريش، إذ أنهم تخلوا عن القتال بالرغم من تفوق المشركين عليهم تفوقا عدديا، وبهذه السرية بدأ فرض الحصار الاقتصادي علي قريش بتهديد طريق مكة الشام الحيوي لتجارة قريش.
كما وشهد مع النبي غزوة ودان ( وودان قرية قريبة من الجحفة بين مكة والمدينة المنورة )، وكان حاملا للواء الغزوة، وشهد أيضا غزوة بدر الكبرى التي وقعت في رمضان سنة 2 هـ حيث اختاره الرسول مع عبيدة بن الحارث وعلي بن أبي طالب لمبارزة فرسان كفار قريش: عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، فبارز حمزة شيبة وقتله وشارك الآخرين في قتل عتبة، كما قتل عددا آخر من أبطال قريش منهم طعيمة بن عدي، وأبلي بلاء حسنا، وقاتل بسيفين، وكان يعلم نفسه بريشة نعامة في صدره، وقال عنه أمية بن خلف أحد سادة قريش قبل أن يقتله المسلمون: "ذلك فعل بنا الأفاعيل".
وأقسمت هند بنت عتبة أن تنتقم من حمزة ؛ لأنه قتل أباها عتبة وعمها وأخاها في بدر، وكذلك أراد جبير بن مطعم أن ينتقم من حمزة لقتل عمه طعيمة بن عدى
غزوة أحد واستشهاده
ولما كانت غزوة أحد والتحم الفريقان، يذكر قاتل حمزة وحشي بن حرب:
«كنت غلاما لجبير بن مطعم وكان عمه طعيمة بن عدي قد أصيب يوم بدر فلما سارت قريش إلى أحد قال لي جبير: إن قتلت حمزة عم محمد بعمي فأنت عتيق، قال : فخرجت مع الناس وكنت رجلا حبشيا أقذف بالحربة قذف الحبشة قلما أخطئ بها شيئا فلما التقى الناس خرجت أنظر حمزة وأتبصره حتى رأيته في عرض الناس مثل الجمل الأورق يهد الناس بسيفه هدا ما يقوم له شيء فوالله إني لأتهيأ له أريده وأستتر منه بشجرة أو حجر ليدنو مني إذ تقدمني إليه سباع بن عبد العزى فلما رآه حمزة قال: هلم إلي يا ابن مقطعة البظور، قال: فضربه ضربة كأن ما أخط رأسه، قال: وهززت حربتي حتى إذا رضيت منها دفعتها عليه فوقعت في ثنته حتى خرجت من بين رجليه وذهب لينوء نحوي فغلب وتركته وإياها حتى مات ثم أتيته فأخذت حربتي ثم رجعت إلى العسكر فقعدت فيه ولم يكن لي بغيره حاجة وإنما قتلته لأعتق.
فلما رأته هند بنت عتبة بقرت بطنه ومثلت به، لأنه كان قد قتل أباها في غزوة بدر، وسميت بآكلة الأكباد، لما كان يوم أحد جعلت هند بنت عتبة النساء معها يجدعن أنوف المسلمين ويبقرن بطونهم ويقطعن الآذان إلا حنظلة فان أباه كان من المشركين وبقرت هند عن بطن حمزة فأخرجت كبدة وجعلت تلوك كبده ثم لفظته فقال النبي : لو دخل بطنها لم تدخل النار
وخرج الرسول يلتمس حمزة، فوجده ببطن الوادي ن قد بقر بطنه عن كبده ومثل به، فحزن عليه النبي ، فلما رأى المسلمون حزن الرسول وغيظه على من فعل بعمه ذلك قالوا: "والله لئن أظفرنا الله بهم يوما من الدهر، لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب"، وعن أبي هريرة قال: وقف رسول الله على حمزة وقد قتل ومثل به فلم يرى منظرا كان أوجع لقلبه منه فقال: رحمك الله أي عم فلقد كنت وصولا للرحم فعولا للخيرات فوالله لئن أظفرني الله بالقوم لأمثلن بسبعين منهم، قال فما برح حتى نزلت: وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين ، فقال رسول الله : بل نصبر. وكفر عن يمينه، ونهى عن المثلة، وكان يوم قتل ابن تسع وخمسين سنة ودفن هو وابن أخته عبد الله بن جحش في قبر واحد»
وعن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : دخلت الجنة البارحة فنظرت فيها فإذا جعفر يطير مع الملائكة وإذا حمزة متكئ على سرير، وعن محمد بن كعب القرظي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قتل حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله جنبا فقال رسول الله : غسلته الملائكة، وعن علي بن أبي طالب قال: إن أفضل الخلق يوم يجمعهم الله الرسل وأفضل الناس بعد الرسل الشهداء وإن أفضل الشهداء حمزة بن عبد المطلب