مشروع توبة أمة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى دعوي يهدف إلى هداية الأمة والعودة إلى مغفرة الله ورضوانه
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أحمد بن تيمية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الاخت المسلمة
الأعضاء



المساهمات : 1280
تاريخ التسجيل : 18/01/2014

أحمد بن تيمية  Empty
مُساهمةموضوع: أحمد بن تيمية    أحمد بن تيمية  I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 04, 2014 3:17 pm

أحمد بن تيمية

ذات يومٍ طلب منه أبوه وأسرته أن يخرج معهم في نزهة، لكنه اختفى فجأة فاضطروا إلى الخروج من دونه،
وعندما عادوا في آخر النهار عاتبوه على تخلُّفه عن الذهاب معهم،
فقال لهم وهو يشير إلى مجلد في يده: أنتم لم تستفيدوا شيئًا، ولم تضيفوا إلى أنفسكم جديدًا،
أمَّا أنا فقد حفظت في غيبتكم هذا المجلد.
وكان ذكاؤه وما عرف به من قوة حافظته، وسرعة إدراكه، مثار إعجاب أهل "دمشق" وانبهارهم، بل إن صيته - برغم حداثة سنه- جاوز "دمشق" إلى ما حولها من البلدان،
فقد حدث ذات يومٍ أن قدم إلى "دمشق" أحد علماء "حلب"، فخرج لاستقباله علماء "دمشق" وأعيانها، فقال لهم: سمعت في البلاد بصبي سريع الحفظ، وقد جئت قاصدًا، لعلي أراه.

فدلوه على الكُتَّاب الذي يتردد إليه لحفظ القرآن، فجلس الشيخ الحلبي قليلاً،
حتى مر الصبي ومعه لوح كبير. فناداه الشيخ. فأقبل عليه. فتناول الشيخ اللوح منه، ثم قال له:
اجلس يا ولدي، حتى أملي عليك شيئًا تكتبه، فأملى عليه عددًا من الأحاديث، وقال له: اقرأ هذا.
فراح الصبي ينظر إلى اللوح، ثم دفعهإلى الشيخ، وقال: اسمعه علي . فأخذ يقرأ عليه تلك الأحاديث من ذاكرته كما ألقاها عليه. فقال له : يا ولدي ، امسح هذا. ففعل. فأملى عليه عدة أحاديث أخرى ، ثم قال: اقرأ هذا، فنظر فيه، كما فعل أول مرة ، ثم أسمعه إياها كما فعل من قبل. فقام الشيخ وهو يقول: إن عاش هذا الصبي ليكونن لهشأن عظيم. فإن هذا لم يُرَ مثله.

هذا الصبي هو "أحمد بن تيمية" الذي تلقى العلم على أعلام عصره، ودرس مذهب الإمام "أحمد بن حنبل"، فلم يكن أحد في مذهبه أنبه منه , كما درس أمهات كتب الحديث والسنة النبوية، مثل: صحيح "البخاري"، وصحيح "مسلم" وغيرهما
.
وكان "ابن تيمية" يكثر من العبادة والطاعة، فلم يجعل شيئًَا يشغله عن عبادة الله- تعالى، فكان في ليله متفردًا عن الناس كلهم، خاليًا بربه عز وجل، ضارعًا مواظبًا على تلاوة القرآن العظيم، يكثر من الصلاة والذكر والدعاء والتهجد لله في الليل.
وعُرِفَ بِميله الشديد للزهد في الدنيا، وحبه للبذل ، يؤثر بما لديه سواء كان قليلاً أو كثيرًا، لا يحتقر القليل فيمنعه ذلك من التصدق به، ولا الكثير فيصرفه الحرص عليه عن الجود به، كان يتصدق بما معه، حتى إذا لم يجد شيئا نزع بعض ثيابه فتصدق بها على الفقير.

وقد ألَّفَ "ابن تيمية" عددًا كبيرًا من الكتب،
تزيد على الثلاثمائة مجلد، فقد كان غزير العلم كثير التأليف والتصنيف، يكتب في اليوم الواحد نحو أربع كراريس، وقد كتب "الرسالة الحموية"، وهي تقع في نحو سبعين صفحة من القطع المتوسط في جلسة بين الظهر والعصر، وكل هذه الكتب صنفها في السجن في مدة سبع سنين، ما عدا كتاب "الإيمان" الذى كتبه وهو بمصر.
وكان "ابن تيمية" حريصًا على كلِّ أنواع البرِّ، فكان في كل أسبوع يعود المرضى،
خصوصًا الذي بالبيمارستان ( المستشفي )
.

وعلى الرغم مما كان يعانيه من ضيق العيش، فإنه لم يكن يقبل لنفسه أي عطاءٍ من سلطان ولا أمير ، ولم يدَّخِر لنفسه دينارًا
ولا درهمًا ولا متاعًا ولا طعامًا.


واشْتُهِر"َابن تيمية" بالشجاعة والجرأة والإقدام، فكان إذا خرج مع المسلمين في جهاد فإنه يكون في طليعة المقاتلين في مقدمة الصفوف، يشجعهم ويبث فيهم الحمية والحماس، وقد شارك في فتح "عكا"
وأظهر من الشجاعة ما يدل على قوة إيمانه، وحبه للجهاد.
وحينما أسر "قازان" ـ أحد ملوك التتارـ عددًا من المسلمين
ذهب إليه "ابن تيمية" وقابله، وأنكر عليه ذلك
وطالبه بإطلاق أسرى المسلمين ، ففعل.


وقد عاش "ابن تيمية" حياة شاقة عصيبة، فقد تكالبت عليه الشدائد
والمحن وأنواع الابتلاءات، فما كان ينتهي من محنة إلا ويدخل في أخرى
ولايخرج من سجن إلا ليوضع في آخر
.

وفي آخر حياته دبر له البعض حيلة ؛ بسبب فتواه في مسألة منع السفر إلى قبور الأنبياء والصالحين، فأشاعوا بين العامة أنه ينتقص من قدر الأنبياء، وأفتى قضاة "مصر" الأربعة بحبسه، فحبس بقلعة "دمشق".
وقد فتح الله عليه في هذه القلعة من معاني القرآن
ومنأصول العلم بأشياء، كان كثير من العلماء يتمنونها.
وكان في حبسه في القلعة يقول:


"لو بذلت ( أُعطيت ) ملء هذه القلعةذهبًا، ما عدل عندي شكر هذه النعمة".
وحينما يُذكر من تسببوا في إيذائه وسجنه يقول:
"ما جزيتهم على ما تسببوا إلي فيه من الخير".
وظلَّ "ابن تيمية" محبوسًا في تلك القلعة نحو عامين

إلى أن توفي سنة (728هـ) بها
وعندما أحضرت الجنازة إلى الجامع
احتاط بها الجند يحفظونها من الناس من شدة الزحام
وقد تزايد اجتماع الناس حتى ضاقت بهم الأزقة والأسواق..
رحم الله "ابن تيمية".

[/size][/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أحمد بن تيمية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» شيخ الإسلام أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن محمد بن الخَضِر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله ابن تيمية
» قال ابن تيمية رحمه الله
» الفرق بين المعجزة والسحر: يقول شيخ الاسلام ابن تيمية
» (1) توبة الشيخ أحمد القطان
» يقول شيخ الاسلام ابن تيمية فى كرامات الصحابه رضوان الله عليهم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مشروع توبة أمة  :: سيرة الرسول صلَ الله عليه وسلم :: سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم-
انتقل الى: