الفرق بين المعجزة والسحر: يقول شيخ الاسلام ابن تيمية :
" فإذا قالوا عن الشخص :انه مجنون , فإنه يعلم هل هو من العقلاء او من المجانين بنفس مايقوله ويفعله , وكذلك يعرف هل هو من جنس الانبياء او من جنس السحرة . وكذلك لما قالوا عن محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ إنه شاعر . فإن الشعراء جنس معروفون في الناس وقالوا :
إنه كاهن . وشبهة الشعر ان القرآن كلام موزون والشعر موزون . وشبهة الكهانة ان الكاهن يخبر ببعض الامور الغائبة فذكر الله تعالى الفرق بين هذين وبين النبي فقال : ﴿هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك اثيم يلقون السمع واكثرهم كاذبون ﴾ ثم قال
﴿ والشعراء يتبعهم الغاوون الم ترأنهم في كل واد يهيمون وانهم يقولون مالا يفعلون إلا الذين امنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا ﴾
وقال في سورة يس ﴿ وماعلمناه السحر وماينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين﴾ وقال تعالى ﴿وماهو بقول شاعر قليلا ماتؤمنون ولا بقول كاهن قليلا ماتذكرون تنزيل من رب العالمين ﴾ ولهذا لما عرض الكفار على كبيرهم الوحيد ان يقول للناس :
هو شاعر ومجنون وساحر وكاهن , صار يبين لهم ان هذه اقوال فاسدة وان الفرق معروف بينه وبين هذه الاجناس "
إن الفرق بين السحر والمعجزة يتجلى في كون السحر امر مكتسب يتعلمه الساحر وهو غير سالم من المعارضة بحيث يمكن معارضته من ساحر اخر تعلم نفس السحر اما المعجزة فهي امر خارق للعادة وسالم من العارضة
فلمّا سحرة فرعون تحدَّوْا موسى بإلقاء عصِيِّهم على الأرض وإيهام الناس أنها حيَّات حقيقية ، ألقى موسى عليه السلام عصاه فإذا هي حية حقيقية ، أكلت ما رموه ، ولما رأى سحرة فرعون أن فِعْل موسى ليس من قبيل السحر آمنوا به وقالوا : ﴿آ منا بربِّ هارون وموسى ﴾
فالسحر مهما كان قويا لا يستطيع أن يوازي المعجزة أبدا .
يوجد سحر تخييل وسحر حقيقي :
فسحر التخييل :هو مثل ما ظهر من سحرة فرعون بأن أوهموا الناس أن عصيِّهم على الأرض هي حيَّات حقيقية .
والسحر الحقيقي: يفعل أشياء تضر بالناس كتسليط الجن عليهم ، والسحر الحقيقي يُفَك بآيات قرآنية .
والنبي يَعرف بالمعجزة قبل ظهورها حتى لا يُحرج ويعلم أن الله يؤيده .
فالمعجزة إما بطلب من القوم الكفار أوبإعطاء من الله تبارك وتعالى حتى يزيد المؤمنين إيمانا وحتى يؤمن الكفار
فالسحر أمر حرام من الكبائر وقد يؤدي إلى الكفر ، والسحر نوعان :
نوع يُتعامل به مع الكفر ونوع يُتعامل به دون الكفر .
أما المعجزة فهي حلال ولا توصل إلى معصية وهي خاصة بالأنبياء . والمعجزة لا تأتي بقدرة النبي ، إنما بقدرة الله تعالى لقوله في كتابه العزيز: ﴿ما كان لنبيٍّ أن يأتي بآية إلاّ بإذن الله ﴾ والآية في هذه الآية هي المعجزة ، البرهان ، وتفسير بإذن الله : بقدرة الله تبارك وتعالى فالنبي لا يخلق شيئا إنما هوبحاجة إلى ربه تبارك وتعالى ، والنبي صلى الله عليه وسلم ، كما قال العلماء ، كانت معجزاته أكثر من معجزات الأنبياء جميعها . وكلمة إرهاصات معناها : قبل أن يبلغ النبي بالنبوة أي قبل نزول الوحي عليه ، كتظليل الغيمة للرسول صلى الله عليه وسلم ، وكان كلما يمر بحجر معيّن يقول له الحجر : السلام عليك يا محمد ، هذه من الإرهاصات .